مدخل الإقتداء :
الرسول ﷺ مفاوضا و مستشيرا
النصوص الشرعية :
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)
وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59)
قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)
إستخلاص معاني الآيات :
بيان الآية الكريمة فتح مكة وعطايا الله تعالى لنبيه ﷺ .اقتناع يوسف عليه السلام إخوته في التفاوض معه ليؤتوه بأخيهم بموافاته في الكيل .
التحليل
مبدأ التفاوض في معاملته النبي ﷺ للأخر و فوائده :
1- مفهوم التفاوض :
التفاوض لغة هو رأي بغية الوصول إلى تسوية و إتفاق و إصطلاحا التفاوض هو أسلوب بين بغية الوصول إلى تسوية و الإتفاق.2- مفهوم التشاور :
لغة هو إستخراج الرأي و تقليبه و إصطلاحا تبادل الآراء في أمر من الأمور لمعرفة أصوبها و أصلحها لأجل إعتماده و العمل به .التفاوض عند النبي ﷺ و مبادئه :
أبدى النبي ﷺ قدرة كبيرة في المفاوضة مع الكفار من خلال قراراته على التخطيط و إستيعاب الموقف لتفاوض طبيعة القضايا التفاوضية ، والمعرفة التامة بالأطراف المتفاوضة و كان بتميز بهدوءه وقدرته على الحوار و الإقناع ، و تتخلض أهم المبادئ التفاوض النبوي فيما يلي:
- الثبات على المبادئ و الإيمان بصدق وعدالة القضية التقاوضية و عدم الخضوع إلى إغراءات .
- البحث عن التوافقات و القواعد المشتركة .
- تغليب المصالح العامة في المصالح الخاصة .
- النظر إلى الأمور وعواقبها .
- الحكمة و هدوء الأعصاب و التحلي بالصبر .
- التفاوض مع العدو من مركز القوة .
إعمال النبي ﷺ بمبدأ الشورة لتدبير شؤون المسلمين :
رغم ما أنزل الله به الصحابة من واجب طاعة النبي ﷺ إلا أن النبي في تدبيره لشؤون المسلمين كان يعتمد على مبدأ الشورة ، إمثالا لقوله تعالى (( وشاورهم في الأمر )) فيظهر التواضع رغم قيادته للمسلمين و يعرض القضايا المهمة و الحساسة على كبار الصحابة و عقلائهم فيطلب آرائهم في أمور السلم و الحرب ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :(( مارأيت أحدا أكثر مشورا لأصحابه من رسول الله ﷺ ))
ومن أهم مشواراته :
- إستشار لأصحابه في الخروج إلى غزوة بدر حيث وافق ه المهاجرون ، و ابدو في إستعدادهم لحرب قريش فلسفة إلى الأنصار و إنتدار جوابهم فأظهرو موقفهم .
- مشاورته للصحابة في خطة الدفاع عن المدينة في غزوة الخندق ، حيث كان رأى سلمان الفارسي حاسما ضد الكفار .
- مشاورة النبي ﷺ زوجته أم سلمة في تأخر الصحابة في تنفيذ أمر التحليل من العمرة في الحديبية ، فعمل برأيها و كان سديدا أبعد الفتنة على المسلمين و جمع صفوفهم .
فوائد التفاوض و الشورا :
- التفاوض فن من فنون الحوار و أساليب حل النزاعات .
- التفاوض و الشورا وسيلتان للتواصل إلى حلول توافقية ، وتدبير الإختلاف .
- هما سلبيان لضمان وحدة الأمة وتضامنها .
- الشورة تجنب الوقوع في القرارات الخاطئة و تعطي الفرصة للإستماع لآراء أهل المعرفة و الحكمة والخبرة .
- تقوية الصلة والمحبة بين الرئيس و المرئوس و الحاكم و المحكوم و الأسرة و ربها .
- إستبذال الرأي ورجاعة العقل فعقلان يفكران في قضية وواحدة خير من عقل واحد قد يخطأ .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق