الصين قوة إقتصادية صاعدة
المقدمة :تعتبر الصين حاليا كقوة إقتصادية كبرى ، فقد بدأت البلاد منذ قيام النظام الجمهوري الإشتراكي الشيوعي سنة 1949 حربا على مظاهر التخلف . و بناء دولة مصنعة ، وعرف الإقتصاد الصيني نموا سريعا منذ سنة 1979 بعد اتباع سياسة الإنفتاح ، بشكل ثابت و متواصل حيث بلغ سنة 2004 9,55% ، كما عرف الناتج الوطني الخام ارتفاعا هائلا حوالي 1576,6 مليار دولار . و ترتكز النهضة الإقتصادية الصينية على مؤهلات طبيعية و بشرية و تنظيمية ، ومع ذلك فالإقتصاد الصيني يواجه العديد من المشاكل ..
مظاهر نمو القوة الإقتصادية للصين :
1- يسجل الإقتصاد الصيني معدلات نمو مرتفعة في السنوات العشر الأخيرة ..
- يعرف الإقتصاد الصيني معدلات نمو اقتصادي في حدود 9,50% منذ عشرين سنة بشكل ثابت و متواصل ، و هي الأعلى في العالم و تفوق معدلات النمو في الأمم المتحدة و اليابان و دول الإتحاد الأروبي .- و قد كان لهذا التطور نتائج إيجابية تمثلت في ارتفاع دخل الأسر و تقليص نسبة الفقر بالصين ، إندماج في منظومة الإقتصاد العالمي .
- و تفسر هذه النهضة الإقتصادية بسياسة الدولة التي نهجت منذ 1978 سياسة الإصلاحات الإقتصادية التي عملت على تشجيع الإستثمارات الخاصة مما أدى إلى تطوير الإنتاج و المبادلات الخارجية .
2- أصبحت الصين تحتل مكانة مهمة كقوة إقتصادية عالمية :
ساهمت النهضة الإقتصادية في جعل الصين تحتل مكانة جد مهمة في القوى الإقتصادية العالمية بنسة المعدل الوطني للخام المرتفع و يحتل الرتبة السادسة عالميا .كما أن حجم الإستثمارات الخارجية للصين ارتفاعا مهما من 43 مليار دولار سنة 1998 إلى 60 مليار دولار سنة 2004 .
مقومات القوة الإقتصادية للصين :
1- خصائص الوسط الطبيعي للصين و مؤهلاته الإقتصادية :
⇐ الظروف الطبيعية :تتميز الصين بتضاريس متنوعة من هضاب و جبال (الهملايا) وسهول و صحاري (طاكلامكان) ، كما تتميز بمناخ معتدل في الحجهة الشرقية و مناخ صحراوي جاف في الشمال و مناخ جبلي في الوسط و الجنوب ، و تمتلك 10,7% من أراضيها الصالحة للزراعة مما يشكل هذا عائق على الفلاحة الصينية بسبب ضيق المساحة الصالحة .
⇐ مصادر الطاقة و المعادن :
تتوفر الصين على احتياطات مهمة من الفحم الحجري و البترول و الغاز الطبيعي ، و تحتل الرتبة الثانية عالميا في إنتاج الكهرباء و هي حرارية و كهرومائية .
كما تتوفر البلاد على معادن متنوعة و بكميات كبيرة خاصة الزنك و الرصاص ، البوكنسيت و الفوسفاط .
و تتركز أغلب الثروات الطبيعية شرق البلاد باستثناء بعض آبار البترول و الغاز الطبيعي .
ويعاني استغلال الطاقة في الصين من صعوبة الإستغلال لتباعد المسافات و عدم ترشيد الإستغلال مايؤدي إلى تبدير ( الكهرباء ) .
2- المؤهلات البشرية و التنظيمية في بناء القوة الإقتصادية في الصين :
⇐ المؤهلات البشرية : يبلغ عدد سكان الصين 1 مليار و 200 مليون نسمة مما يشكل 21% من سكان العالم ، لهذا سبب نهجت الصين قانون صارم في تحديد النسل من أجل التحكم في النمو الديموغرافي بمنح طفل واحد لكل أسرة .كما تتوفر الصين على يد عاملة مهمة و بأجور منخفضة .
⇐ المقومات التنظيمية : ما بين 1949-1976 تم بناء الإشتراكية بقيادة الرئيس الراحل ماوتسي تونغ تفيد إنشاء التعاونيات الفلاحية و النهضة الصناعية ، كما تزعم الرئيس الراحل ديتغ كسياوبينغ منذ 1978 إلى الآن عدة إصلاحات على المنظومة الفلاحية و مقاولات أخرى صناعية و خدماتية ..
المشاكل و التحديات التي تواجهها الصين :
- ارتباط الإقتصاد الصيني بالخارج من حيث التزود بالمواد الأولية و مصادر الطاقة ، وتصريف الإنتاج .
- ازدياد حدة الفقر في البوادي الصينية مما يزيد من حدة الهجرة نحو المدن .
- رغم ارتفاع معدل النمو الإقتصادي العالمي فإن مؤشر التنمية البشرية يظل متوسطا .
- التباين الإقليمي الكبير في الصين ، حيث نلاحظ كثافة في سكان الشرق و الإستقرار للأنشطة الإقتصادية بها في حين تظل المناطق الداخلية تعاني من التخلف و الفقر .
- تلوث الأنهار و مياه الشرب بسبب النفايات الصناعية .
- تزايد معدل الدخل الفردي مما سيؤثر على القدرة التنافسية للبضائع المصنعة الصينية .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق