العولمة و التحديات الراهنة
مقدمة :
إن مفهوم العولمة من بين المفاهيم الأكثر تداولا في السنين الأخيرة ، ومن أكثرها إثارة للجدل .- فما تعريف العولمة و أنواعها ؟
- وما جدورها التاريخية ؟
- وما تحدياتها ؟
- وما سبيلها لتخفيف من بعد تحدياتها ؟
تعريف العولمة و أنواعها :
تعني العولمة إزالة الحدود و الموانع مابين الدول للسماح بحرية انتقال الأفكار و الثقافات و الأموال و السلع دون قيود نرفضها السيادة الوطنية ، و هناك أنواع للعولمة :عولمة إقتصادية : عالم بدون حدود اقتصادية .
عولمة ثقافية : انتقال الأفكار و المعلومات و الأخبار و الإتجاهات القيمية و السلوكية عبر عبر العالم بحرية .
عولمة سياسية : تراجع أهمية الدول ، بروز مراكز جديدة للقرارات السياسة العالمية بالتخلي عن مظاهر السيادة التقليدية .
تاريخ بداية استعمال كلمة عولمة ، ظهرت كلمة عولمة منذ ق 19 ارتباطها بالأحداث التي عرفها العالم خلال هذا القرن من خلال تطور الرأسمالية و ظهور توسع الحركة الإمبريالية حيث تقاربت قاربت قارات أوربا و أفرقيا ، آسيا ، و أمريكا و أستراليا.
العلاقة بين تطور الرأسمالية و تطور العولمة تعتبر العولمة إحدى مراحل تطور الرأسمالية خلال القرن 19 و التي انطلقت منذ القرن 18 بظهور مفهوم الدولة و ظهور الثورة الصناعية ، مما جعل الدول الأروبية تهين على العالم خلال القرن 19 عن طريق استعمارها لدول في مختلف القارات ، و فكريا انتشرت مفاهيم رأس مال و التكنولوجيا و الثقافية عالميا .
الجدور التاريخية للعولمة :
إذا كان مفهوم عولمة قد ظهر خلال الثمانينيات من القرن العشرين فإن مضمونها يرتبط بالتطور العام للنظام الرأسمالي ، فالعولمة حلقة من حلقات هذا التطور الذي بدأ مع هيمنة القوى الأروبية منذ ق 19 على أنحاء كثيرة من العالم في إطار المد الإستعماري ، و بفعل توسع المبادرات التجارية و النحو العالم الجديد و المستعمرات . فإنها حققت بعد الحرب العالمية الثانية حركية جديدة نتيجة عودة التبادل التجاري بفعل انخفاض كلفة النقل وليونة قوانين الإستثمار و تطور و سائل المواصلات و الإتصال التي أدت إلى الوعي بتنوع الثقافات ، وتقسيم العمل على الصعيد العالمي و تكوين منظمة التجارة العالمية .التحديات الراهنة للعولمة :
تحديات اقتصادية :نمو غير متوازن حسب المتجمعات و المناطق و القارات .
تحويل مجموعة من الصناعات غير معتمدة على التكنولوجيا العالية نحو البلدان النامية .
إغلاق المؤسسات غير القادرة على المنافسة .
تقلص مداخيل الجمارك .
أممية الدول الكبرى و شركات المتعددة الجنسية .
تحديات اجتماعية : الفقر ، البطالة ، الهجرة الريفية و السرية ، ظهور سلوكات جديدة و أنماط حياة مرتبطة بالتقنيات الحديثة .
تحديات ثقافية : انتشار أفكار وقيم مختلفة عن الثقافات الأصلية .
التحديات السياسية : تجاوز دور الدولة و ظهور مجتمع عالمي .
تحديات عمرانية : تصارع وثيرة التمدن و ظهور تجمعات حضرية عالمية .
تحديات بيئية : استنزاف الموارد الطبيعية ، التلوث .
انعكاسات العولمة على الطفل في الدول العربية :
من خلال تصادم عدة أفكار وثقافات على هذا الطفل الذي يتعرض لقيم و أفكار ثقافية مختلفة من جهة بالتأثر بالقنوات الفضائية العربية و الغير العربية و بالحاسبة الآلية ومن جهة ثانية الثقافة الآتية من الأسرة و المدرسة ، مما يؤثر سلبا على هذا الطفل العربي حيث تتعرض الثقافة العربية لعدة صعوبات تؤثر سلبيا على كنها الروحي واللغوي ، فالأطفال العرب يعيشون صداما قويا بين تأثيرات العولمة و بين الأساليب التقليدية للتربية و التكوين .التدابير المقترحة لمواجهة تحديات العولمة في الدول العربية :
- ضرورة غنشاء تكثل اقتصادي إقليمي عربي قادر على منافسة و مجابهة و فرض داته عالميا على شاكلة الإتحاد الأروبي .
- استغلال الموارد المالية العربية داخل العالم العربي من خلال توفير الظروف الملائمة لجلب الإستثمارات الأجنبية مع توفير استقرار على كافة الأصعدة السياسية و الإجتماعية و الأمنية .
- ربط شراكات مع مناطق مختلفة مع الإتحاد الأروبي و دول آسيا و أفريقيا و أمريكا الجنوبية .
- الإهتمام بتكوين المواطن العربي لآنه السبيل الوحيد لتحقيق التنمية داخل المجتمع .
إن خطورة انعكاسات العولمة على المجتمع المغربي تحتم التحرك بسرعة لمواجهتها ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق