الجمعة، 1 مارس 2019

تحليل درس الإيمان والفلسفة للسنة الأولى بكالوريا

ليست هناك تعليقات :
مدخل التزكية :

الإيمان والفلسفة

النصوص الشرعية :

قال سبحانه : يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)
عَنْ أَبِي السَّوَّارِ العَدَوِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ : مَكْتُوبٌ فِي الحِكْمَةِ : إِنَّ مِنَ الحَيَاءِ وَقَارًا ، وَإِنَّ مِنَ الحَيَاءِ سَكِينَةً فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ : أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صَحِيفَتِكَ.

إستخلاص معاني النصوص الشرعية :

بيان الأية الكريمة إختصاص عدد من الناس الحكمة و بيان فضلها .
إبراز الحديث النبوي الشريف قيمة خلق الحياء و تمييز راوي الحديث بين مصادر المعرفة .

التحليل :

المفاهيم الأساسية :

1- مفهوم الإيمان :

الإيمان هو التصديق الجازم ، و إصطلاحا يطلق على مراتب متفاوتة من العلم و أصول عقائد الدين و الإقرار بها و التفاعل الوجداني و السلوكي معها و إذا كان أول الإيمان  و أدناه يتحدث بتصديق عقائد الدين فإن أعلاه بثضمين العلم الراسخ بالعقائد و الأعمال بالنية و الجوارح ، وعلى هذا فحقيقة الإيمان ليس مجرد قناعة نضرية و تصديق ذهني ، بل إقتناع عقلي يتبع تصديق قلبي و العمل بمقتضاه .

2- مفهوم الفلسفة :

الفلسفة كلمة يونانية ( إغريقية ) معربة مكونة من قسمين ؛ فيلو بمعنى المحبة ، صوفيا بمعنى الحكمة ، والمعنى الإشتقاقي هو حب الحكمة . وفي الإصطلاح ، الفلسفة تعني نشاط عقلي يقوم به الإنسان على الإستبدالات المنطقية و البرهانية حول قضايا كلية وراهنة يتم تقدير بفعل التراكم و التدافع ، أن مهمة الفلسفة فحصها وتقليبها و إخضاعها للنقض و التفسير و التنظيم ، و حقيقة الفلسفة أنها ليست بالعلم الثابت .

في حقيقة الإيمان و نظر الفلسفة :

1- حقيقة الإيمان الشرعي :

الإيمان ليس مجرد قناعة نظرية و تصديق ذهني ، بل هو إقتناع عقلي يتبعه تصديق قلبي و عمل بمقتداه و مالم يستقر من الإيمان في القلب فلم تكون إستقامته في العلم و يمكن أن تميز داخل الإيمان بين جانبين متداخلين .

أ- موضوع الإيمان و مادته :

يحصل جزئيا بالعلم و الفكر و النظر ، غير أنه لا ينتمي إلا بالإرادة و العمل والمجاهدة و متى إنفك الكسب العلمي و النظر الفكري وقع الإنحراف في فهم الإيمان حتما و لم يجاوز صاحبه مرتبة التصديق الذهني .

ب- الصلة و التفاعل الإيماني :

تقوية الإيمان جزئيا بالعلم و النظر ، غير أنه لا تدارك مراتب المعتبرة إلا بالعمل على وجه الإخلاص إستنادا لقوله تعالى في سورة البينة (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)) و كلما توسع التفاعل الإيماني كلما إرتقى العقل و إنفتحت آفاق جديدة إلى أن تبلغ لصاحبيها الراصخين في العلم .

2- مفهوم العقل والنظر :

يتحدث القرآن الكريم عن العقل بما هو فعل القلب لا جوهر مخصول عنه ، فالقلب هو مركز التفكير و الإيمان و الشعور والإحساس قال تعالى : ((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)) .
النظر الإيماني غاية الإعتبار إدراك الأسرار لبلوغ مراتب عالية من اليقين الراسخ عليها .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق