الجمعة، 1 مارس 2019

تحليل درس حق النفس الصبر واليقين للسنة الأولى باكالوريا

ليست هناك تعليقات :
مدخل القسط :

حق النفس الصبر و اليقين


قال تعالى :
وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (18)سورة يوسف
عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)سورة يوسف
عن الحسن رضي الله عنه أن أبي بكر رضي الله عنه خطب الناس ، فقال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أيها الناس لم يعطو في الدنيا خيرا من اليقين فسولهما الله عز وجل ))

إستخلاص معاني النصوص :

بيان الآيتين الكريمتين عاقبة الصبر و الصابرين و هي المنزلة الرفيعة في الدنيا و الآخرة .
إبراز الحديث النبوي الشريف أعظم نعم الله تعالى على العبد و هي اليقين و العافية .

الصبر و اليقين ، المفهوم و التجليات :

1- الصبر :

أ- مفهوم الصبر :

الصبر لغتا نقيض الجشع و هو كف النفس وحبسها كما يفيد معاني التجلد و التحمل والثبات.
و في الإصطلاح هو الخلق الفاضل من أخلاق النفس تمكن الإنسان من ضبط نفسه لتحمل المتاعب و الشدائد و المحن بكل إطمئنان و هدوء .

ب- مظاهر تحليات الصبر :

من تحليات الصبر :
إختبار للإيمان : فالصبر يميز المؤمن من أدعياء الإيمان ، حيث يختبر صدقهم و يستخرج من كل نفس ماتظهر من خير أو شر قال تعالى ((مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ))
  الصبر من أعظم حقوق النفس على صاحبها ، فمن الحقوق الثابتة لنفس الصبر و الثبات و الإطمئنان و الرضى بما قسم الله ، قال ﷺ : (عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ).
الصبر وفاء الأمانة للأمانة و المسؤولية :
من أراد الوفاء بالأمانة و المسؤولية جعل خلقه الصبر و التحمل ، قال تعالى : (( اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)) سورة الأعراف

2- اليقين :

أ- مفهوم اليقين :

اليقين لغة هو ضد الشك يقال : خبر اليقين أي لا شك فيه و هو ثابت وواضح .
و في الإصطلاح هو كمال الإعتقاد بحسن الظن لا يخالطه شك و يعني الرضي بكل القضاء و القدر و يعتبر صفة من صفات الرسل و الأنبياء .
قال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام : ((قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)) سورة يوسف

ب- تجليات اليقين :

- التوكل على الله كما قال تعالى في سورة النمل الآية 78 : ((فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ))
- تعلق القلب بالله و الرضي بحكمه
- الهدى و الفلاح ، قال تعالى في سورة البقرة : (( وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5))

علاقة الصبر واليقين بالإيمان و العمل الصالح :

الإيمان متوقف على التصديق الجازم (اليقين) و على العمل الصالح الذي يتطلب الصبر ، فكان الإيمان متوقف على الصبر ، فكان الإيمان متوقفا على الصبر و اليقين إذ للإيمان بدونهما قال تعالى : ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)) سورة السجدة ، اليقين يورث الصبر و كلاهما ينبع من الإيمان و كلما قوي الإيمان ، قوي الصبر واليقين .
- الصبر نصف الإيمان و اليقين هو الإيمان كله و لا تمام للإيمان بغياب أحدهما ، فهما علامتين على تمام الإيمان ، فأعظم الناس إيمان أكثرهم صبرا و أتمهم يقينا بالصبر و اليقين بصلح الفرد و الجماعة و تسموا بالعلاقات الإجتماعية ، وتزول الخلافات ، و تختفي الصراعات .
- بالصبر و اليقين يتحقق الإحسان و الإتقان في العمل ، كما أن الإخلاص مرتبط باليقين .
- الصبر و اليقين أساس أداء حقوق العباد و الوفاء بالأمانات و النجاح في المسؤوليات .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق